طالبان تعتقل عشرات النساء والفتيات في كابول دون تهم واضحة

طالبان تعتقل عشرات النساء والفتيات في كابول دون تهم واضحة
اعتقال فتيات أفغانيات - أرشيف

اعتقلت عناصر تابعة لوزارة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر في حكومة طالبان، عشرات النساء والفتيات في منطقة شهر ناو وسط العاصمة الأفغانية كابول، في خطوة أثارت قلقًا حقوقيًا واسعًا ومخاوف متزايدة من تصاعد القمع ضد النساء في البلاد.

فرضت السلطات سلسلة من الإجراءات الأمنية المشددة، وشنت حملة اعتقالات طالت ما لا يقل عن 100 امرأة، بحسب شهادات أسر بعض المعتقلات وناشطين محليين، بحسب ما ذكرت وكالة "فرانس برس"، اليوم الجمعة. 

وأكدت المصادر أن الاعتقالات جرت في الشوارع والأسواق والمستشفيات، رغم التزام الفتيات بقواعد الحجاب التي تفرضها سلطات طالبان منذ استيلائها على الحكم في أغسطس 2021.

ورُصدت النساء وهنّ يُقتدن إلى سيارات تابعة للوزارة، دون إبلاغ ذويهن أو تقديم أي توضيح بشأن أسباب الاعتقال. 

وانتشر عبر مواقع التواصل الاجتماعي مقطع مصوّر ظهرت فيه مجموعة من النساء وهنّ يصرخن: "لقد حرمتمونا من الحياة والتعليم والذهاب إلى المدرسة، ماذا تريدون أكثر من ذلك؟"، في مشهد عبّر عن الغضب واليأس الذي بات يطغى على يوميات نساء أفغانستان تحت حكم الحركة.

إطلاق سراح جزئي

كشفت مصادر حقوقية محلية أن بعض المعتقلات تم الإفراج عنهن بعد احتجاز ليلة واحدة، شرط تقديم أسرهن ضمانات خطية، في حين لا تزال أخريات قيد الاحتجاز في أماكن مجهولة. 

ولم تصدر وزارة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر أي توضيحات رسمية بشأن التهم الموجهة إلى الفتيات، في وقت تتزايد فيه الدعوات المحلية والدولية لمحاسبة المسؤولين عن هذه الانتهاكات.

واصلت طالبان، خلال الأشهر الماضية، تكثيف إجراءاتها الرقابية على النساء، وفرضت قيودًا شديدة على حركتهن وحقهن في العمل والتعليم. 

وكانت السلطات قد داهمت سابقًا عددًا من المطاعم والمحال التجارية في منطقة شهر ناو، وأجرت عمليات تفتيش عشوائية للمارة، بينما أُجبرت النساء على تغطية وجوههن والالتزام الصارم بما تسميه "قواعد الحجاب الشرعي".

ورغم محاولات الحركة تبرير إجراءاتها باعتبارها تطبيقًا للشريعة الإسلامية، فإن هذه السياسات تُقابل برفض واسع من المجتمع الدولي، وتُصنّف منظمات حقوقية عديدة ما يحدث بأنه نمط ممنهج من الاضطهاد على أساس النوع الاجتماعي.

معاناة النساء تتفاقم

تواجه النساء الأفغانيات أوضاعًا مأساوية منذ عودة طالبان إلى الحكم، حيث جرى إغلاق المدارس الثانوية والجامعات أمام الطالبات، ومنع كثيرات من ممارسة وظائفهن، فضلًا عن منعهن من السفر بدون محرم أو حتى الخروج بمفردهن في بعض المدن. 

وتشير تقارير أممية إلى أن أفغانستان أصبحت من أسوأ دول العالم في مؤشر المساواة بين الجنسين.

وتؤكد منظمات أممية أن ما يجري في كابول ليس سوى نموذج لما تتعرض له النساء في جميع أنحاء البلاد، مطالبة المجتمع الدولي بعدم تجاهل هذه الانتهاكات واعتبارها جريمة ضد الإنسانية.



موضوعات ذات صلة


ابق على اتصال

احصل على النشرة الإخبارية